ان هناك علاقة وثيقة بين التوتر والدورة الشهرية والتوتر فى هذه الحالة يطلق عليه العديد من الاسماء مثل pms وهذا هو اختصار للمصطلح العلمى Premenstrual syndrome , ويطلق عليه ايضا التوتر السابق للحيض , كما يطلق عليه اسم التوتر النفسى المرتبط بالحيض وكلها مسميات تطلق على حالة تسبق الدورة الشهرية وتستمر خلال ايام الدورة الشهرية وتنتهى الحالة بانتهاء فترة الحيض , وغالبا ما تكون الايام الاولى للدورة الشهرية هى عبارة عن فترة مشحونة بعلامات وأعراض جسمانية مع حدوث تغيرات سلوكية ونفسية .
من اشهر العلامات الجسمانية التى قد نشعر بها خلال هذه الفترة هو الانتفاخ فى البطن مع تجمع السوائل فى الجسم مصاحب بفرط حساسية فى منطقة الصدر .
بالنسبة للتغيرات السلوكية التى قد تطرأ علينا فى هذه الايام هو الشعور بالتوتر والضغط النفسى مع الشعور بالقلق والعصبية الزائدة نضف على ذلك الشعور بالاكتئاب مع الاحساس المفرط فمع اى احتكاك نجد المرأة انفجرت فى البكاء مع سرعة الغضب وأحيانا صعوبة شديدة فى التركيز مع الشعور بالإحباط فى فعل الاشياء المعتاد فعلها مع الشعور دائما بالجوع , وتختفى عادة هذه الانفعالات مع بداية نزول الدورة الشهرية , ثم تعود مجددا مع بداية اقتراب الدورة الشهرية .
تم التركيز على متلازمة التوتر النفسى التى تسبق فترة الحيض فى اوائل الخمسينات وأطلق عليها هذا الاسم متلازمة ما قبل الحيض بناءا على العديد من الشكاوى المقدمة من الكثير من النساء من الاصابة بعدة انفعالات تسبق الدورة الشهرية ومع الفحص والتشخيص لم يجدوا اى اسباب لهذه الانفعالات والتوتر إلا انها علامات تقترن ظهورها باقتراب موعد الدورة الشهرية فى كل شهر ولم نجد اسس بيولوجية بنيت عليها متلازمة التوتر التى تحدث للمرأة فى الوقت السابق للحيض إلا ان هناك علاقة سببية بين افراز هرمون البروجسترون وبين الهبوط فى افرازه وصولا الى الطور الاصفرى الذى يحدث فى بطانة الرحم وعليه تأكدنا ان متلازمة التوتر النفسى التى تحدث فى الفترة السابقة للدورة الشهرية هى غالبا ما تصيب النساء فى سن الخصوبة وقت الاباضة بالتالى نستنتج ان هذه الحالة لا تمر بها الفتاة الصغيرة جدا ولن تصيب ايضا المرأة الحامل او المرأة التى اقتربت من سن اليأس اى سن انقطاع الطمث لان التبويض سيكون توقف لديها , اما عن خطورة هذا الشعور بالتوتر النفسى الذى يسبق نزول الحيض للمرأة يختلف مدى الخطورة من امرأة الى اخرى لكن الشيء الاكيد ان المرأة التى تشكو من هذه الحالة فهى تلازمها طول الوقت وتعاود تشتكى من هذه الحالة شهريا , تحدث احيانا وتتصاعد الامور عند بعض النساء حيث انها تؤثر على اداءها اليومى اثناء العمل او حتى فى حياتها اليومية , هناك ايضا احصائيات تشير الى ان احيانا يلعب العامل الوراثى دوره فى ظهور هذه العوارض النفسية والتى تسمى متلازمة التوتر النفسى السابق للحيض فان المرأة التى تصيبها هذه الحالة سنجد ان اغلب النساء فى اسرتها نجدهم مصيبين بهذه الحالة سواء اخواتها او بناتها سنجد انهم مصابين بمتلازمة التوتر النفسى التى تسبق الحيض ايضا
لهذه العوامل النفسية التى تمر بها المرأة دور كبير فى حياتها على الناحية الشخصية والناحية الاجتماعية ايضا حيث ان هناك استغلالات تتم من خلالها هذه الاعراض النفسية فالنساء التى تمر بهذه المتلازمة احيانا تقوم بتناولها بعض المحاكم كحجة دفاعية عن المرأة عند ارتكاب اعمال اجرامية نضف الى ذلك جرائم القتل حيث انه اتضح فى الاونة الاخيرة ان اغلب العمليات الاجرامية التى قامت بارتكابها العديد من النساء حدثت قبل موعد الدورة الشهرية بأسبوع تقريبا مع حدوث بعض الجرائم فى الوقت الذى تلى حدوث الدورة الشهرية .
بالتأكيد هناك حلول مساعدة وطرق تساعد على التخفيف من حدة هذه المشكلة والحد من الشعور بمثل هذه الاعراض النفسية المزمنة التى تسبق الدورة الشهرية لكن حتى لا اخبركم خطئا ان تأثير هذه الحلول على التخلص من هذه الاعراض النفسية يبقى نجاحها محدود حتى انه بات يتعلق بطبيعة هذه المرأة التى تعانى من هذه المشكلة فالأمر اصبح فردى فى علاجه .
نصائح علاج التوتر اثناء الدورة الشهرية
- يجب على المرأة ان تقوم بتغيير نمط حياتها كليا .
- يجب ان نتوقف عن تناول المشروبات والمأكولات التى يوجد بها نسب من الكافيين , والابتعاد ايضا عن تناول كل المنبهات والمشروبات الغازية والتوقف فورا عن التدخين .
- الانتظام فى ممارسة الرياضة , فيجب علينا ان نمارس التمارين الرياضية وان لا نتوقف عنها وخصوصا علينا ان نولى التمارين الايقاعية كبير الاهتمام .
- المواظبة على تناول الاطعمة الصحية والبعد عن العادات الغذائية السيئة فيجب علينا اتباع نظام غذائى متوازن وصحى وان نتناول وجباتنا بصورة منتظمة .
- نحاول بقدر الامكان ان تغلب على الشعور بالتوتر النفسى اثناء الدورة ونسيطر على انفسنا , ومحاولة ان نحافظ على الانتظام فى مواعيد النوم لأنه يساعدنا فى الحفاظ على هدوءنا .
- عندما يخبرنا الطبيب ان هذه الحالة والأعراض التى تعانى منها هى بمثابة امر طبيعى تمر به كل النساء يعتبر هذا الامر بمثابة هدوء نفسى للمرأة فيساهم هذا الامر بشكل كبير فى الحدة من هذه الاعراض حيث يعتبر هذا توجه مهدئ يعمل على تهدئة المرأة ويخفف كثيرا من حدة اعراضها .
- اذا كانت الحالة المرضية صعبة جدا لدرجة فوق الوصف والاحتمال وتحولت الى مرض وليس عرض فى هذه الحالة يتم وصف ادوية وعقاقير طبية بناءا على وصف الطبيب المتخصص ليتم وقف الدورة الشهرية , او القيام بعملية استئصال للمبيضين بأسلوب جراحى عند المرأة المصابة وهذا هو اخر الحلول عندما يتأزم الامر جدا ويصبح صعب جدا فى تأثيره على المرأة .
لا تحملى على نفسك كثيرا وحاولى ان تكونى طبيبة نفسك وان تتخلصى من هذا الشعور بالتوتر بقوة ذاتك وحاولى ان تمررى هذه الفترة من حياتك شهريا بصورة عادية , اجتنبى النقاشات الحادة مع زوجك وأولادك فى هذه الفترة وحافظى على هدوءك بقدر الامكان